لبدعة: هي العبادة المحدثة، التي ما جاء بها الشرع، يقال لها بدعة ، وكل البدع ضلالة، ما فيها أقسام، كلها ضلالة، لقول النبي ﷺ: كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة. وكان يقول هذا في خطبه، يقول ﷺ: أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها. ويقول: كل بدعة ضلالة. ويقول ﷺ: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. ويقول ﷺ: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد، فالبدعة ما أحدثه الناس في الدين، من العبادات التي لا أساس لها، يقال لها بدعة، وكلها منكرة ، وكلها ممنوعة.

أما تقسيم بعض الناس البدعة إلى واجبة ومحرمة ومكروه ومستحبة ومباحة هذا التقسيم غير صحيح، الصواب أن البدع كلها ضلالة؛ كما قاله النبي ﷺ.

انواع البدع

ينبغي أن يعلم أن أصحاب البدعة نوعان: 

أصحاب بدعة مكفرة كبدعة القول بخلق القرآن، وبدعة نفي صفات الله تعالى، أو القول بأن الصحابة ارتدوا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا نزرا يسيرا، وهكذا القول بتحريف القرآن الكريم، ودخول النقص أو الزيادة عليه، أو القول بأن الأولياء يعلمون ما كان وما يكون، ومتى يموتون وأين سيقبضون؟! أو الطعن في أبي بكر وعائشة ـ رضي الله عنهما ـ مع تزكية القرآن الكريم لهما، أو القول بأن الله تعالى يحل في شيء من مخلوقاته، في علي أو غيره، أو ألوهية أحد غير الله، فهؤلاء يحكم لهم بالكفر.

وهناك بدعة غير مكفرة كبدعة التزام صوم يوم النصف من شعبان وقيام ليلته، واتخاذ يوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم عيدا، وما أحدثه الناس من قراءة القرآن قبل أذان الفجر (بمكبرات الصوت)، والتزام الذكر بأعداد معينة في أوقات معينة بهيئات معينة، لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة، وأصحاب هذه البدعة لا يكفرون.

كملخص البدعة في الدين نوعان :

النوع الأول : بدعة قوليّة اعتقاديّة ، كمقالات الجهميّة والمعتزلة والرّافضة ، وسائر الفرق الضّالّة ، واعتقاداتهم ، وهذه تخرجهم من المله .

النوع الثاني : بدعة في العبادات ، كالتّعبّد لله بعبادة لم يشرعها.

 والله أعلم.

 

خطر البدع والتحذير من إهمالها

– تؤدي إلى تفريق الأمة، وتمزيق وحدة المسلمين، حيث تؤدي إلى إحداث مذاهب وفرق متنازعة في كل الجوانب الفكرية والسياسية، ولا بدّ من الإشارة إلى أن هذه البدع عادةً ما تكون مبنية على الأهواء أي لا أصل لها من الصحة.
– تحبط عمل صاحبها، وعدم قبوله، وذلك تصديقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) [متّفق عليه].
– تعتبر اتهاماً لله سبحانه وتعالى بأنه لم يكمل دينه، ولم يتم نعمته، لذلك هو يدخل إليه ما يراه حسب ظنه متمماً وحسناً، ولا بدّ من الإشارة إلى أن ذلك يعتبر منافياً للأدب مع الله الذي يمتلك حق الانقياد والتسليم.
– تعد اتهاماً لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أنه لم يبلغ رسالة الله كما ينبغي، مما ينقص من حقه، ومن شأنه.
– يعتبر صاحبها متبعاً لغير شرع الله، فهو لم يقف عند حدوده، وإنما أنشأ في دين الله ما لم ينزّل به سلطاناً.
– يعتبر المبتدع محارباً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ إنّها تضعفها، وتذهب بها، وتؤثر على قيمتها في قلوب الناس.
– تدفع مبتدعها إلى الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبالتالي التغيير في سنته، وذلك تصديقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن مما أتخوف على أمتي الأئمة المضلين) [صحيح ابن ماجة].
– يحتكم المبتدع لهواه، لأنّه يعبد الله فيما يوافق هواه، ويعصيه فيما لا يوافقه، وذلك تصديقاً لما ورد في قوله تعالى: (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [القصص: 50].
– يصعب على المبتدع أن يتوب إلى الله من بدعته، لأنّ الشيطان زين له ذلك، فنظر إليه على أنه قربة وطاعة، ولم ينظر إليه على أنه معصية وإثم.
– تعرّض صاحبها لغضب الله وسخطه.
– تحمّل صاحبها أوزاره، وأوزار من يلحق به، ويتبعه، وذلك كما جاء في قوله تعالى: (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ) [النحل: 25].
– يعتبر صاحبها من أبغض الناس إلى الله سبحانه وتعالى.

بعض من أهم البدع المنتشرة

نحن في زمن انتشرت فيه البدع و أصبحت السنن مهجورة، و كما قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: “كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت يا رسول الله: إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم، وفيه دخن، قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله: صفهم لنا، فقال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم. قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك.”، فلماذا لا نبدأ بإضافة البدع المنتشرة بين الناس لكي نعرفها فنحذرها و نحذر الناس منها.
وإن من أنفع السبل للعودة بالناس إلى الإسلام الصافي النقي هي التنقية و التعلم .. ليعود للمسلمين مجدهم وللمؤمنين عزتهم..
شر الأمور محدثاتها . وكل بدعة ضلالة “.

أسباب انتشارها :
– الجهل بالدين.
– تقليد الائمة و القدوات (الشيخ او الولي الصالح) – مثال: الامام يقع في أخطاء في الصلاه، مثلا: الجهر بالنية = فيقلده الناس = فتصبح عادة منتشرة بين الناس و هي في الاصل غير صحيحة.
– التعصب للمذهب.
– سوء الفهم للكتاب و السنة.

– البدع في وسائل التواصل الاجتماعي، مثل ارسلها الى١٠ و لك مليار حسنة و سئسلك يوم الدين !!
– قراءة سورة الفاتحة على روح الميت.
– الاحتفال بالموالد النبوية وغيرها.
– كتابة آيات على الكفن.
– الاعتقاد بأن خفة الجنازة دليل على صلاح الميت.
– لبس السواد في العزاء.
– بدع في النكاح كالفاتحة عند العقد.
– قول الحمدالله بعد التجشؤ.
– تقبيل المصحف بدعة.
– التبرك بذات المصحف كوضعه في السياره.
– طلب الاستخارة من رجل صالح.
– قول جمعة مباركة وهو امر يقع فيه العامة أيضا.
– رفع اليدين في الدعاء بعد الصلاة بدعة.
– التبرك بالأولياء بالتمسح بهم و تعظيمهم.
– الاعتماد على الاحاديث الموضوعة و الضعيفة.

بدع في العمرة و الحج :
– الاحرام قبل الميقات من حيث النية اي تنوي قبل وصول الميقات.
– الاعتقاد بالتزام بركعتي الاحرام.
– التلبية الجماعية في السيارة او الباص.
– ليس لدخول مكة او المسجد الحرام دعاء معين.
– تخصيص دعاء لكل طواف.
– الدعاء الجماعي بالطواف.
– استحداث الدعاء في أماكن لا دليل عليها مثال مقام ابراهيم و عند بئر زمزم.
– التسمح بجدار الكعبة.
– التكبير عند الحجر الاسود بدلا من تقبيله او الاشاره اليه.
– غسل الحصى قبل رمي الجمرات.

كيفية محاربة البدع و التعامل مع أهل البدع

الواجب هجرهم على بدعتهم (إذا أظهروا البدعة فالواجب هجرهم بعد النصيحة والتوجيه)، فإن المسلم ينصح أخاه ويحذره مما حرم الله عليه من البدع والمعاصي الظاهرة، فإن تاب فالحمد لله وإلا استحق أن يهجر ولا يعامل، إلا إذا كان الهجر يترتب عليه ما لا تحمد عقباه، فإنه يتركه إذا كان تركه أصلح في الدين وأكثر في الخير وأقرب إلى النجاح فقط، و لا يهجره ان كان عكس ذلك بل يداوم نصحه ويحذيره من الباطل رجاء أن يهديه الله بسبب ذلك.
– فالمؤمن كالطبيب إذا رأى العلاج نافعاً فعله، وإذا رأى أنه ليس بنافع تركه، فالهجر من باب العلاج، فإن كان الهجر يؤثر خيراً وينفع هجر، وكان ذلك من باب العلاج لعله يتوب ولعله يرجع عن الخطأ إذا رأى من إخوانه أنهم يهجرونه، أما إذا كان الهجر يسبب مزيداً من الشر وكثرة أهل الشر وتعاونهم، فإنه لا يهجر ولكن يديم النصح والتوجيه وإظهار الكراهة لما عمل، ولا يبين له موافقته على باطله، ولكن يستمر في النصيحة والتوجيه.

كيفية نقوم بمحاربة البدع

لا تقم باعادة نشرها و انكر على من يقوم بها.

هل البدع ستزول

لطالما كانت هناك معركة بين الحق و الباطل

هل هناك بدعة حسنة تفيد الامة الاسلامية

البدعة تبقى بدعة مهما حاولوا تزينها، الرسول صلى الله عليه و سلم أكم لنا الاسلام فليس هناك داعي لاختراع أشياء و افعال تفشتت الامة و تنخرها.

بعض المصادر المعتمدة

مصدر

مصدر2